مايكروسوفت تستعد لإطلاق جيل جديد من الوكلاء الرقميين بقدرات عمل مستقلة

تشهد صناعة التكنولوجيا سباقًا متسارعًا نحو تطوير أدوات ذكاء اصطناعي قادرة على لعب دور أساسي داخل بيئات العمل، وفي هذا السياق تتجه مايكروسوفت للإعلان عن نقلة كبيرة من خلال طرح وكلاء رقميين متقدمين عبر متجر “M365 Agent Store”، والمقرر الكشف عنهم رسميًا خلال فعاليات مؤتمر “Microsoft Ignite 2025” بين 18 و21 نوفمبر، هذه الوكلاء لن يكون دورهم شبيهًا بالمساعدات الذكية التقليدية، بل سيتجاوز ذلك إلى ممارسة مهام يومية تشبه ما يقوم به الموظفون الحقيقيون.
وفق المعلومات المتاحة، سيعمل هؤلاء الوكلاء بترخيص مستقل، وسيحصلون على قدرات واسعة تفوق إمكانيات مساعد “كوبايلوت” المتداول حاليًا. وسيكون بوسعهم كتابة وإرسال رسائل البريد الإلكتروني تلقائيًا، والانضمام للاجتماعات الافتراضية بدلًا عن المستخدم، والمشاركة في تحرير الملفات، بالإضافة إلى تنفيذ مهام إدارية مختلفة دون تدخل بشري مباشر. هذا التوجه يجعلهم بمثابة “زملاء عمل افتراضيين” قادرين على الإنتاج والتفاعل داخل بيئة العمل بشكل يشبه الموظفين البشر، ولكن بسرعة ودقة أعلى.
ويرى محللون أن هذه الخطوة قد ترفع مؤشرات الإنتاجية لمستويات غير مسبوقة، خاصة في المؤسسات التي تعتمد على المهام الروتينية أو تتعامل مع حجم كبير من المراسلات وتنظيم الاجتماعات. لكن في المقابل، يحذر خبراء الأمن السيبراني من أن منح هذه الوكلاء صلاحيات واسعة قد يفتح الباب أمام تحديات خطيرة، مثل مخاطر اختراق الحسابات، أو اتخاذ قرارات غير دقيقة إذا لم تُراقب آليات التشغيل بشكل صارم، كما تبرز أسئلة جديدة حول المسؤولية القانونية في حال ارتكب الوكيل الرقمي أخطاء مؤثرة، ومن يتحمل عواقبها: المستخدم أم الشركة المطورة أم النظام نفسه؟
ومن المنتظر أن تركز مايكروسوفت، خلال المؤتمر، على توضيح نماذج التسعير وآليات الضبط الأخلاقي والقانوني لهذه التكنولوجيا، لضمان أن تعمل الوكلاء ضمن حدود واضحة تتناسب مع حساسية بيئات العمل.
ويتوقع خبراء التقنية أن انتشار فكرة “الموظف الرقمي” سيقود الدول إلى سن تشريعات جديدة لتنظيم العلاقة بين البشر والذكاء الاصطناعي داخل المؤسسات، خاصة مع تزايد الحديث عن مستقبل المكاتب الذكية وإعادة تعريف أدوار الإشراف والمسؤولية المهنية.
بهذا التطور، يبدو أن سوق العمل مقبل على مرحلة جديدة تصبح فيها الأنظمة الذكية عنصرًا أساسيًا في إنجاز الأعمال اليومية، مع ما يحمله ذلك من فرص كبيرة وتحديات تحتاج إلى استعداد قانوني وتقني دقيق.






